<<  أكتوبر 2024  >>
 ا  ث  ا  خ  ج  س  أ 
   1  2  3  4  5  6
  7  8  910111213
14151617181920
21222324252627
28293031   
‌جربة والسياحة

نظرا لموقعها بالحوض الشّرقي للمتوسّط و خاصة لكونها تبعد فقط ثلاث ساعات بالطائرة عن جل البلدان الأوروبية, فان جزيرة جربة أصبحت قبلة عدد كبير من السياح الباحثين عن التفرد و الهدوء و جمال الطبيعة. على مجموع 125 كلم من السواحل نجد بها أكثر من 20 كلم من الشواطئ الرملية و ذلك بالمنطقة الشمال شرقية أي بالجهة المقابلة لأقدم مداخلها عبر آجيم.  
حتى بدايات السنوات الخمسين كانت هذه الشواطئ تقصد في فترات قصيرة من السنة و خلال بعض الطقوس كزيارة الاولياء الصالحين المتواجدين على السواحل. فسكان الجزيرة لم يكن لهم نشاط بحري ترفيهي. و لكن منذ التجربة الرائدة التي خاضتها السلسلة الفندقية "كلوب ماد" بدا النشاط السياحي يبرز بجربة شيئا فشيئا. و قد ركز مؤسس النادي بجربة سنة 1954 قرية سياحية صغيرة من الاكواخ الصيفية على ضفاف البحر معتبرا جربة "تاييتي الصغرى". وبعد هذه التجربة تتالت البناءات السياحية و تراصت على سواحل الجزيرة. أولها كان نزل " الجزيرة" المؤسس سنة 1961 على بعد عشر كلم شرق حومة السوق و بجانبه نجد نزل "قصر أوليس" المؤسس سنة 1964 من قبل القطاع العام. و من باب التشجيع و الدفع للاستثمار في ميدان السياحة فتحت الدولة التونسية  المجال للقطاع الخاص لتصبح ليوم المنطقة السياحية بجربة تمتد على أكثر من 20 كلم بين آغير بالجنوب و حومة السوق بالشمال.الطاقة الاستيعابية الفندقية للجزيرة تطورت من 8300 سرير سنة 1975 الى 39000 سرير سنة 2002.
جربة جزيرة ثرية بمختلف مناظرها الطبيعية و تنوع آفاقها. فالأفق البحري الذي يدمج السياحة و جزء من النشاط التقليدي حول ميناء حومة السوق يتميز عن أفقها الداخلي الذي يوفر الكماليات و الخدمات الأخرى للقطاع السياحي. و تمثل حومة السوق بمطارها و نزلها في نفس الوقت المركز القديم و الحديث للجزيرة و هي تحوي اغلب الخدمات و خاصة الإدارية على مستوى الولاية. و بالمقابل تتميز ميدون بوظائف قطاعية متصلة بالتنمية السياحية. آجيم بقيت تحافظ على دورها كمكان العبور التقليدي من داخل البلاد إلى الجزيرة و هي ما تزال إلى اليوم تعتمد على الأنشطة التقليدية المرتبطة بالصيد البحري. و لكن ,منذ سنة 2006 ومع فتح مركز الترفيه و التنشيط الخاص "الملقى", بدأت تعيش فترة اقتصادية جديدة تتوجه إلى سياحة مختلفة تجد ركائزها في مشروع بعث المنطقة السياحية بآجيم.
و هكذا يبدو لنا بوضوح كيف أن ملامح الجزيرة تغيرت كثيرا منذ 1960 مع تمركز المنطقة السياحية و توسيع المطار و التجمعات السكنية و تعريض الطرقات و حاليا يزخر المجال الجزري بمحطات سياحية و ثقافية و ترفيهية لخدمة السياح بمختلف انتماءاتهم.

 
الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعاتصل بنا

Conçu et créé par Serviced © Musée Jerba © 2012