تتميز جزيرة جربة بعدد كثيف من المساجد. وقد لعبت هذه المساجد خلال تعاقب الأزمنة في حياة مساكني الجزيرة وظائف متعددة المظاهر. إذ علاوة على وظيفتها الرئيسية ذات الطابع الديني فإنها كانت تستقطب طلبة العلم وتقدم المساعدات الاجتماعية للمعوزين وتفصل في النزاعات بين المتخاصمين وخلال فترات الحرب أو الغزو سرعان ما تتحول إلى ملاذ يُتَحصن فيه للدفاع. كل معلم منها متفرد ونذكر من بين أشهرها :
الجامع الكبيريقع هذا المعلم بالحشّان بشمال الجزيرة وهو من أهمّ جوامع الجزيرة وأعرقها ومن هنا جاءت تسميته بالجامع الكبير وينسب المعلم لبانيه أبي مسور يسجا بن يوجين اليهراسني خلال القرن العاشر ميلادي وأتمّ بناءه بعد وفاته ابنه فصيل. وقد كان لهذا المعلم شأن دينيّ وتعليميّ بالغ الأهميّة إذ تخرّج منه كبار رجالات الأباضية الوهبيّة بالجزيرة. ويتكوّن من وحدات معماريّة مختلفة والتي من أبرزها بيت الصّلاة, الرّحبة,البرطل ,الميضأة,غرف الشّيوخ والطّلبة و المحاريب المستقلّة بذاتها برحبة الجامع.
جامع "فضلون"يقع هذا المعلم على أطراف "خزرون" بالشمال الشرقيّ للجزيرة ومن المحتمل التأريخ له بالقرن الرّابع عشر للميلاد. يتكوّن هذا الجامع من الوحدات التّالية: بيت الصّلاة, الرّحبة, الملحقات الدّاخليّة, الميضأة, المخبزة, طاحونة الحبوب و الكتّاب.
جامع ولحي يقع هذا الجامع المدرسة بواد الزّبيب، بجنوب الجزيرة وقد كان موجودا منذ القرن الرّابع عشر للميلاد مثلما تقرّ بذلك بعض المصادر التّاريخيّة ويتكوّن من وحدات معماريّة مختلفة و من أبرزها: بيت الصّلاة, الرّحبة, البرطال, الميضأة و الغار.
تجديتيقع هذا المعلم بفاتو بشمال الجزيرة غير بعيد ساحل البحر، ومن الثّابت أنّه يعود إلى ما قبل سنة 1498م وتعطينا الخصائص الدّفاعيّة المميّزة لمعماره صورة عن الجوامع المحصّنة التي كانت لها مساهمة لا تخلو من أهمّية في تعزيز النّظام الدّفاعيّ الذي كان يطبّق لحراسة الجزيرة. ويتكوّن من وحدات معماريّة مختلفة والتي من أبرزها بيت الصّلاة, الرّحبة, الكتّاب, الميضأة و ملحقات أخرى.
مغزاليقع هذا المعلم ببني معقل بجنوب الجزيرة غير بعيد عن ساحل البحر حيث أنّه يعدّ من المساجد المحصّنة المكوّنة للخطّ الدّفاعيّ الخلفيّ و يعود إلى ما قبل بداية القرن 17 م لأنّ بعض الأحداث التّاريخيّة المميّزة لهذا القرن قد حصلت في حرمته. ويتكوّن من وحدات معماريّة مختلفة والتي من أبرزها بيت الصّلاة.
يتصدّر الطّرف القبليّ من واجهتها الرّئيسيّة الشّرقيّة مدرج آذان من خمسة مستويات بينما ترتفع فوق ركنها الشّماليّ الشّرقيّ منارة تزدان ب"جامور" مكوّن من سقف مخروطيّ الشّكل يرتكز على عميّدات مبنيّة. وإلى جانب هذه الوحدة المعماريّة الأساسيّة يتضمّن المعلم أثرا لميضأة و غرفة منافع يحتلاّن مساحة مستطيلة بين الشّرق و الغرب ويقعان بالتّوازي مع الطّرف الشّماليّ للضلّع الشّرقيّ لبيت الصّلاة.
سيدي ياتي يقع المعلم على السّاحل الجنوبيّ الغربيّ للجزيرة بالفاهمين, غير بعيد عن قلالة, و ينسب إلى "ياتي المستاوي" زعيم الإباضية النّكار وهو من شخصيّات القرن العاشر ميلادي. والضّريح الموجود في رحابه يضمّ رفاته و يتألّف المعلم من عدّة وحدات معماريّة من أبرزها بيت الصّلاة, الرّحبة, البرطال, قاعة الضّريح و ملحقات أخرى.
سيدي إبراهيم الجمنييقع المعلم بوسط حومة السّوق وهو في أصله مدرسة مالكيّة يؤرخ لها بعضهم بسنة 1675م. وقد أنشئت هذه المدرسة خصّيصا للشّيخ إبراهيم الجمني في إطار استراتيجيّة تبنّتها السّلطة المركزيّة المراديّة ثمّ الحسينيّة لنشر المذهب المالكيّ بالجزيرة و تمكين رموزه من دعم واسع. و يتكوّن المعلم من عدّة وحدات معماريّة من أبرزها بيت الصّلاة, الرّحبة, الأروقة, الميضأة, قاعة الأضرحة, الكتّاب و غرف إقامة الطّلبة.
جامع الباسيمعلم ريفي بجهة والغ كان في الأصل مدرسة إباضية تعود إلى القرن الثامن العاشر ميلادي. شيد في الفترة الحسينية وهو يبز نمطا معماريا عثمانيا واضحا. هو حاليا مقر مشروع بصدد الانجاز تنفذه جمعية صيانة جزيرة جربة ليكون مركزا ثقافيا لمساجد جربة. يتكوّن المعلم من وحدات معماريّة كبرى من أبرزها بيت الصّلاة, صحن بأروقة, الميضأة, مدرسة قرآنية, مكتبة غرف إقامة الطّلبة, مسكن للشيخ وعدد من المرافق.
جامع التركمعلم يوجد وسط حومة السوق. كان في الأصل حنفي المذهب و قد يعود, حسب بعض المصادر التاريخية, إلى أواخر القرن السادس عشر. حاليا هو مالكي و قد تعرض لعدة تغييرات مع محافظته على طابعه العثماني. يتكوّن المعلم من عدة وحدات معماريّة منها بيت الصّلاة, الميضأة, منارة مستقلة وعدد من المرافق.
جامع الغرباءمعلم يوجد وسط حومة السوق. كان في الأصل مدرسة إباضية تسمى "توزين" و تعود إلى القرن الخامس عشر. و منذ القرن التاسع عشر و إلى اليوم أصبح مالكيا و حمل اسم الغرباء الذي أعطاه الجربيون للمالكيين الوافدين و قد عرف جراء ذلك بعض التغييرات. يتكوّن المعلم من وحدات معماريّة من أبرزها بيت الصّلاة, منارة مستقلة, الميضأة, زاوية, غرف إقامة الطّلبة, مسكن للشيخ وعدد من المرافق.
زاوية سيدي عبد القادرمعلم يوجد وسط حومة السوق وهو زاوية بنيت حول الطريقة القادرية المالكية على النمط الرسمي لمعالم القرن الثامن العاشر ميلادي تحت تأثير تركي. المعلم يتكوّن من صحن محاط بأروقة على جوانبه الأربع مع زاوية بقبة تملك اليوم مدخلا مستقلا. قاعة الصلاة تحولت إلى نادي شباب. والزاوية تمثل حاليا مقر جمعية صيانة جزيرة جربة.
جامع الوطىمعلم صغير منقور داخل الأرض وسط حقل زيتون غير بعيد عن الطريق الفاصلة بين "محبوبين" و "القنطرة". من الخارج, لا يمكن رؤية سوى قبتين و كدخل مغطى بقبو أما باقي المعلم فيختفي عن الأنظار. و هو مسجد أباضي الأصل بطابع دفاعي واضح لمنه حاليا مالكي و يؤرخ ما بين القرنين الحادي عشر و الثالث عشر.
جامع بن بيان مجماجمسجد أباضي صغير يوجد قرب "الرياض" و "الحارة الصغيرة". يعود إلى أواخر القرن العاشر. و يكتسي أهمية كبرى لاحتوائه "غار مجماج" المنقور مليا في الصخر حيث كتب العزابة خلال اجتماعاتهم به ديوانهم الشهير و إحدى النسخ المخطوطة توجد بالمكتبة البارونية بجربة.
أشهر التّحصينات الجربيّة هي برج الغازي مصطفى أو البرج الكبير بحومة السوق قرب مركزها العتيق و قد بناه المسلمون في القرن الخامس عشر ميلادي, برج الجماجم وهو تكتل هرمي من عظام المحاربين المسيحيين و قد وضعه العثمانيون خلال معركة 1560 وقد ظل صامدا حتى سنة 1846, برج جليج, برج أجيم, برج العڤرب أو برج طريڨ اجْمال و برج الڤسطيل الذي بناه روجي دي لويا قرب ميننكس سنة 1289.
من بين المعالم التاريخية ذات الطابع الاقتصادي يمكن ذكر بعض حوانيت النسيج المتواجدة الطرق الكبرى بالجزيرة والمفتوحة للزيارة كذلك بعض المعاصر التّقليديّة المنقورة تحت الأرض و من بينها معصرة "الفصيلي" المهيّأة و المفتوحة للعموم بميدون. نلاحظ أيضا وجود منازل كبرى و فخمة أو قصور مثل قصر بن عيّاد الذي يعود إلى القرن الثامن عشر و قد تهدمت معظم مكوناته.
المعالم التاريخية بالجزيرة في اغلبها دينية و نذكر خاصة المساجد و الجوامع الكنيستين الكاثوليكية و الاورتودكسية بحومة السوق و بعض كنائس اليهود و أهمها و أشهرها الغريبة قبلة حج اليهود في العالم.