المبنى الذي يحتوي المتحف هو في حد ذاته تحفة معروضة في فضاءه ومحيطه المباشر والمحيط ويكمن تفرده في كونه يحتوي طابعين معماريين مختلفين يشهد كل منهما على عصره مبرزا بذلك أن التأقلم مع الحداثة لا يعني نفيا للجذور وان التأصل ليس إلزاما نسخ الماضي أو إعادته للحياة. فالفضاءات المحدثة تلتصق بفضاء الزاوية وتتواصل طبوغرافيا مع المعلم القديم مع اعتماد طابع مختلف تماما مما يساهم في إبرازه.

المتحف الحالي هو عبارة عن توسعة وإعادة تهيئة للمتحف القديم للفنون والعادات الشعبية والمحاذي لزاوية سيدي الزيتوني بحومة السوق وهو معلم يعود إلى القرن الثامن عشر شيد على شرف ولي صالح. و قد كان المتحف القديم يحوي ضمن المعروضات الأولى, المخطوطات داخل مكتبة الزاوية , الملابس داخل قاعة الفنار, المصوغ داخل قاعة الضريح, الفخار الشواط غير المزوق وسط صحني الزاوية أما الفخار المبرنق فقد كان معروضا في فضاء محدث يفتح على الصحن شمال قاعة الضريح وكانت تعرض أيضا أدوات الطبخ في مطبخ الزاوية والأدوات والأثاث الخشبي في" قاعة الخيال".

الهندسة المعمارية للزاوية تبرز طابعا رسميا للمعمار المميز لمباني ومعالم الفترة الحسينية بالبلاد التونسية من ذلك استعمال قراميد الفخار الأخضر بالقبة و النقوش الجبسية ومربعات الخزف التي تزين الجدران الداخلية وكذلك استعمال الخشب الملون في الأسقف. أما المبنى الحديث بجدرانه السمكية وانحناءاته فهو يبرز بوضوح مرجعيته للمعمار الجربي التقليدي مع تأكيد طابعه الحديث في نفس الوقت .هذا الاختيار ابرز المبنى القديم وكذلك المبنى الحديث من خلال حوار صريح ومنسجم بين عصرين وطابعين مختلفين. ونلاحظ خاصة غياب أي نوع من أنواع الفلكلور في أي من الجزئيات الهندسية والتي تعود المهندسون استعمالها باسم الاندماج.

الوحدة الجديدة بنيت على ارض مساحتها 4500م2 وتضم 3 أجنحة : فضاء مخصص للإدارة ومختلف الخدمات, فضاء يحوي رواق التوجيه كنقطة بداية للزيارة مع بهو الاستقبال وجزء ثالث يضم فضاءات العروض القارة و الوقتية. التصميم الهندسي المعماري هو من انجاز مكتب الدراسات التونسي "تصميم" بإشراف توفيق بن حديد أما التصميم المتحفي فقد وقع إسناده إلى مكتب دراسات عالمي مختص .النتيجة كانت منتجا منسجما متناسقا مندمجا في محيطه وعاكسا لعصره وبلده